القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار

فؤاد محمد: كنت أكتب في كل وقت فالكتابة مثل الطعام و الشراب لا يمكن الاستغناء عنها.

 

كتبت : ياسمين مجدي عبده


كاتب كبير يغوص في أعماق النفس البشرية له العديد من المؤلفات التي نشرت في العديد من المحافل الثقافية الهامة فكان لنا معه هذا الحوار.


من دراسة الحقوق إلى الكتابة، كيف حدث ذلك؟

لاشيء، لم تكن الحقوق هي الدافع للكتابة، بل الشغف هو من أوصلني لها، ومن وقتها أدركت أن كل مرحلة تعلمني وتدفعني لأكتب بشكل أفضل واكتسب المزيد من الخبرات، وأريد أن أعترف أن وقت الجامعة وكلية الحقوق، جعلني أكتب رواية "خيط دخان" بشكل احترافي أكثر، فقد مرت عليّ الشخصيات صوت وصورة ثم استعنت بخيالي لأكون أحداث جديدة و إثارة أفضل، فكما نعلم أن رواية خيط دخان كانت عبارة عن طلاب بجامعة القاهرة تتلاعب بهم الأيام فتزداد عواقب الحب واضطراب الحياة بالإضافة إلى عقوق الآباء للأبناء وهكذا، وأنا ممتن لدراستي لأنها علمتني الكثير بالفعل. 


كانت والدتك هي سبب حبك للقراءة وجدك سبب حبك للكتابة، فكيف كان ذلك؟

رحمة الله عليها كانت مثال حي لكل شيء جميل، كانت سبب لأشياء كثيرة ليست القراءة فحسب، فقد علمتنا أن نكون صالحين في الأرض ونتمنى أن نكون من هؤلاء، ومن هنا أدركنا أن الخيوط تتشابك، خيوط التعلّم والاندماج الصحيح داخل المجتمع، فعلمت وقتها أن الكتاب خير دليل لذلك، وعند رؤية جدي رحمة الله عليه و شغفه للكتابة، وجدتني اخطو نحوه بشدة، دون كلل أو ملل، لقد أضافوا الكثير لي في الحياة ككل ليست القراءة والكتابة. 


هل الكتابة في مجال التنمية البشرية تحتاج أن يكون الكاتب دارس هذا المجال؟

ليست المقياس الحقيقي لهذا، فربما يكون دارس المجال ولكنه يفتقر لأدوات الكتابة بالطريقة التي يجعل القارئ يسير معه على نفس المنوال ولا يمل منه والعكس الصحيح.. فالفكرة كلها تدور حول موهبتك في الكتابة وثقلك في دراسة المجال الذي تحبه، فيا حبذا إن جمعت بين هذا وذاك، والشغف حتمًا سيصل بك إلى تلك النقطة، فليست الكتابة من أجل الكتابة فقط، بل هي متعة يشعر بها الكاتب ويسعد بها القارئ، والثقل الحقيقي هو من يجمع بين مفاتيح الكتابة الممتعة وبين الدراسة.. فلابد أن تكون مطلع ومثقف على كل ما هو جديد. 


أيمكنك أن تحدثنا عن مؤلفاتك التي شاركت في دورة معرض الكتاب المنقضية؟

كانت البداية بعام 2021 ورواية" ابن وحيد"وهي أولى مؤلفاتي والتي تدور حول مدرس تاريخ يبلغ من العمر ثلاثين عامًا مضطرب يتأرجح في دائرة الحياة ويستكشف جيدًا المفاهيم المتعلقة بالحب والزواج والطلاق والانتحار والاضطراب، بحيث تجد نفسك بين طيات تلك الرواية. 

ثم انتقلت إلى رواية "خيط دخان" بمعرض القاهرة الدولي 2022 وكما قلنا من قبل، هي تتحدث عن انتكاسة الفطرة، عنف الآباء للأبناء، انحدار العلاقات واختلال النفس، الصداقة حينما تنجرف والواقع حينما يضطرب، فنذهب إلى الجامعة نلهو ونلعب حتى يأكلنا الملل أو نقتل بعضنا البعض.

وآخرًا ليس أخيرًا رواية "مُدرّج الأفاعي" عن دار منشورات الفنار بمعرض القاهرة الدولي 2023 والحمد لله نفذت من أول يوم ما هو معروض على الرف، وتدور حول بيئة العمل الفاسدة والأيام الضائعة من عمرنا مع الحديث عن هل من الممكن أن يتحول المحب إلى قاتل.



أي من رواياتك كانت الأصعب في كتابتها ولماذا؟

كل رواية تأخذ من وقتك ودمك كما نقول دائما، وكل حدث تريد أن تصنعه لن يأتي إلا بتعب شديد ولكن بعد رؤيته بين يديك تبتسم ابتسامة هادئة ولكنها ذات معاني رائعة، وبالتالي كل رواية لها الحدوته الخاصة بها، لها فكرتها و صنعتها و حبكتها، فأكاد أجزم أن جميعهم الأصعب ولكن بشكل متفاوت فربما على حجم السنين تكون خيط دخان لأنها كُتبت في سنة ونصف، وعلى حسب الأحداث الكثيرة تكون مدرج الأفاعي، وابن وحيد تكمن صعوبتها في ايجاد شخصية تعكس نفسك وما تشعر وتحس به على أرض الواقع، فهو أنت. 


من هو أكثر كاتب أثر فيك وجعلك تحب الكتابة؟

النوبل نجيب محفوظ كانت بداية سعيدة بالنسبة لي، أدركت وقتها أنه علامة كبيرة لابد أن تتعلم منه الكثير والكثير ثم انتقلت إلى د. أحمد خالد توفيق فوجدته ينادي علينا أن نقرأ ونرى أنفسنا من خلاله فصنع الخيال لنا ومعنا، ثم القراءة لموراكامي الذي هو رائع للغاية وواقعية دوستوبيسكي بتبهرني دائمًا لأنه بيتعمق داخل النفس البشرية.


حدثني عن دور النشر، وما هي المعوقات التي قابلتك أثناء الكتابة أو النشر وكيف تغلبت عليها؟


فلنضع الدور الكبيرة العظيمة بجانب ثم نتحدث عن أغلب دور النشر في الوقت الحالي والتي كل هدفها جيب الكاتب أو تشجيع الانفلونسرز والبلوجرز على الكتابة حتى تكون السبوبة الأمثل لهم، وسيظل هذا هو المسيطر ما لم تعود الثقافة والأدب للحياة من جديد ويكون المعظم من الشعب يقرأ.

أما عن تجربتي فكانت كمثل البدايات، تحاول أن تجد دار تعرف ما لها وما عليها، ثم تنتقل إلى دار أخرى بتجرية جديدة، فتكتسب خبرات كثيرة، وتكتشف أن ما يدور بالكواليس هو الأغرب على الإطلاق، وأن الوسط الثقافي في بلدنا العزيزة يحتاج إلى وسط ثقافي حقيقي! وأن الكاتب الجيد سيتغلب على الكثير من المعوقات حتى يرى النور وأتمنى بشدة لكل كاتب متمرس حكاء قوي لازال مغمورا أن يرى الضوء الساطع والمكانة التي يستحقها. 


هل كنت تكتب أثناء الدراسة وكيف كنت تنظم وقتك؟

كنت أكتب أثناء الدراسة ووقت الإجازة وفي معظم الأوقات، هي مثل الشراب والطعام والنوم، لا يمكن الاستغناء عنهم مطلقًا. أما عن تنظيم الوقت فيكون الأمر صعب للغاية طالما أن لديك أشياء أخرى ملتزم بها، فعملي يأخذ الكثير من الوقت، والكتابة تحتاج إلى التركيز والاسترخاء، فأصبحت داخل تلك الدوامة لفترات كثيرة، وأحاول جاهدًا أن أوازن بين هذا وذاك. 



هل وجدت معارضة من أيا من أفراد أسرتك بفكرة الكتابة؟

أبدا، بل من اللحظة الأولى كان الدعم كبير للغاية، لأن العائلة تعرف قيمة القراءة وأدركت قيمة الكتابة معي، نحن نثقف أنفسنا ونتعافى بالكتب، فلِم المعارضة.

تعليقات