القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار

شاعر الأرقام والكلمات: محمد عماد الشعراوي بين دفاتر الحسابات ودفاتر الشعر

شاعر الأرقام والكلمات: محمد عماد الشعراوي بين دفاتر الحسابات ودفاتر الشعر



في زمن اعتاد الناس فيه أن يصنّفوا الإنسان داخل قالب واحد، برز نموذج مختلف يثبت أن الموهبة لا تعرف قيود المهنة، وأن الروح أوسع من أن تُحاصر بين جدران مكتب أو أرقام جامدة. إنّه محمد عماد الشعراوي، الشاب الذي جمع بين دقّة المحاسب وإحساس الشاعر، فكان مثالاً لمن يمشي بخطى ثابتة في عالمين متوازيين، كلاهما يحتاج إلى عقل وقلب.



شاعر من قلب الواقع


منذ سنواته الأولى، كان للشعر مكانه الخاص في حياة محمد عماد. يكتب بلغة صافية قريبة من الناس، يستلهم قصائده من هموم الواقع وأحلام الشباب وتجارب الحياة اليومية. قصيدته ليست مجرد كلمات موزونة، بل مرآة صادقة تعكس نبض جيل يبحث عن ذاته وسط التحديات.

يصفه أصدقاؤه بأنه شاعر "العفوية"، حيث لا يتكلّف ولا يتصنّع، بل يترك قلمه يتدفّق بصدق كما لو كان يحاور قارئه مباشرة.


محاسب يعرف لغة الأرقام


لكن اللافت في مسيرته أنّه لم يحصر نفسه في الشعر فقط، بل سلك طريقًا موازياً في عالم المحاسبة. هناك، بين الجداول والأرقام والتقارير المالية، يظهر وجه آخر لمحمد عماد: المحترف الذي يتعامل مع التفاصيل بدقة متناهية، ويوازن بين المنطق الصارم لعالم المال والخيال الرحب لعالم الأدب.

هذه الثنائية صنعت له شخصية مختلفة، إذ صار قادراً على الجمع بين صرامة العقل ورهافة الحسّ في معادلة نادرة.


بين الديوان والدفتر


ما يميّز الشعراوي حقاً أنّه لم يسمح لمهنته أن تطغى على موهبته، ولا لشغفه أن يُبعده عن مسؤوليات عمله. هو نفسه يصف الأمر قائلاً: "الأرقام تعلّمني النظام، والشعر يعلّمني الحرية. وما بين الاثنين أجد ذاتي الكاملة."

ولهذا بات حديث أصدقائه وزملائه، حتى لُقّب بـ"شاعر الأرقام"، في إشارة إلى تلك المفارقة التي جمعها في شخصيته.


رسالة للشباب


قصة محمد عماد الشعراوي تحمل رسالة مهمة لكل شاب يبحث عن نفسه: أن الموهبة لا يجب أن تُدفن تحت ضغوط الحياة اليومية، وأن الإنسان قادر على أن يعيش أكثر من حلم واحد في الوقت نفسه.




✍️ وبذلك يقدّم محمد عماد الشعراوي صورة حيّة لشاب عصري قادر على أن يكون ناجحًا في عمله، ومبدعًا في موهبته، دون أن يترك أحدهما يطغى على الآخر.




تعليقات