مقال بقلم: ليلى إمام
في الفترة الأخيرة ظهر تريند على كل مواقع التواصل الاجتماعي بصورة الأسطورة الشهيرة ميدوسا وهي مرسومة كوشم من ستات ورجالة كتير تحت هاشتاج #Medusa..
الناس مبقتش مستوعبة أوى اية اللي بيحصل واعتبروا إن Starbucks جزء من الموضوع لتشابه العلامة التجارية بتاعتهم مع صورة ميدوسا والموضوع بقي عبثي إلى أبعد حد...
أما الوضع تدهور كدا، الناس بدأت توضح بشرح مفصل غرض التريند ده ايه واللي كان تفسيره صادم بالنسبة لناس كتير على مواقع التواصل الاجتماعي..
*من الأول بقى.. هو أية حكاية ميدوسا؟*
ميدوسا أو ميدوزا تعني باليونانية القديمة المرعبة أو المخيفة أو المفزعة، والمعروف عنها أن أي شخص ينظر إلي أعينها، يتحول إلي حجر، ، وكان معروف عنها إنها شخصية شريرة، وقبيحة الوجه، لكنها في الحقيقة كانت غير ذلك إلي أن حلت عليها اللعنة من الآلهة.
*بداية اللعنة*
يُقال إن ميدوسا كانت بتشتغل في معبد أثينا وكان جمالها واضح وملفت لكل اللي موجودين في المعبد سواء رجالة أو ستات، وفي يوم من الأيام قام إله البحر "بوسايدون" باغتصابها وتركها دون تحديد أي مصير ليها.. لكنها أستنجدت بآثينا، وآثينا لم تستجب لها وتركتها، وبدلاً من أن تعاقبه آثينا أستشاطت غضبا، وألقت على ميدوسا لعنتها وهي أن يتحول جمالها لقبح، وشعرها الذي كانت تتفاخر به تحول إلي ثعابين، وكما تقول الأسطورة:" أن كل من ينظر إلي عينيها يتحول فوراً إلي حجر، وينتهي في عالم النسيان"... ورد فعل إله الحكمة أثينا مكنش متوقع لشعب الإغريق وقتها..
فقد ألقت أثينا اللوم بالكامل على ميدوسا وعاقبتها أشد عقاب يوجه لأنثى، وهو تحويل وجهها لأقبح الوجوه وشعرها لمجموعة من الثعابين المتراصة بشكل عشوائي..
من بعدها ميدوسا عينها بقت سلاحها الوحيد اللي أي حد بيبص فيهم بيتحول لقطعة حجر صلبة، وده ناتج طبيعي للي مرت بيه وللشخص اللي هي اتحولت عليه..
*طب بتفكرنا بأيه الحكاية دي؟*
غالبًا ميدوسا كانت بداية لعنة حظ ستات الأرض كلهم، فبدأ السيناريو يتكرر ليومنا هذا بنفس الشكل على الرغم من اختلاف العقود والعقول والمعتقدات، وده اللي خلى تريند ميدوسا ينتشر على التيك توك في فترة قصيرة ومن بعدها على باقي المنصات الاجتماعية..
بدأت البنات تنشر صورة ميدوسا أو ترسمها كوشم وتكتب عليها هي اتعرضت لتحرش او اغتصاب من مين.. المثير للجدل إن أغلب الإجابات على التريند ده كانت تخص العائلة، متضمنة الخال والعم والأب والأخ وحاجة مكنش متوقع إنها تكون منتشرة بالشكل ده بين البيوت المصرية..
بس الغريب مكنش ردود البنات وتصريحاتهم على قد ما كان غريب ردود الناس عليهم ب "إذا بُليتم فاستتروا" واستشهادات بأحاديث عن موقف سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- الخاص بنصح أحد الأباء بإخفاء خطيئة بنته في الزنا طالما ربنا سترها عندما سأله عن وجوب الإفصاح عن ذلك الذنب لزوجها المستقبلي.
وبدأت المفاهيم تختلط عند الناس والردود تحتد، والناس بدأت ترجع لنقطة الصفر ثاني اللي التريند معمول بسببها أصلًا.. وهي لوم الضحية على الحديث عن أمور شخصية زي دي دون حياء أو تردد..
الفكرة مش في مدى صحة التريند من عدمه على قد حجم تركيز الناس المنصب في قرار الضحايا بالحديث عن اللي حصل.
والحقيقة أن التريند ده كان كفيل يرجعنا لنقاشات دينية واجتماعية محسوم أمرها ولكن للأسف موصلش لهدفه الحقيقي وهو التركيز مع الضحية وإيجاد وسيلة مساعدة ليهم..
متألقة دوماً استاذة ليلى
ردحذف