التنمر أو المقاهرة (بالإنجليزية: Bullying) يظهر احيانًا على شكل المقارنة والمعايرة، هو شكل من أشكال الاذية الموجهة بغرض الإيذاء النفسي، الإساءة غالبا ما تكون لفظيًة، لكن احيانًا قد يرافقها بعض التعرّض أو الاستعراض أو التهجُّم الجسدي، والموجه للإيذاء النفسي من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة أخرى غالبًا ما تكون ذات قدرات اضعف للدفاع عن نفسها.
وقد قالت الكاتبة حبيبة علاء متحدثة عن التنمر:
سلوكٌ عدوانيٌ متكرر، يهدف إلى الإضرار بشخص آخر بشكل مُتعمَّد، مِن الممكن أن يكون: جسديًّا أو نفسيًّا، هو التنمُّر بلا ريب عزيزي القارئ.
ما بال الرفاق يلعبون هنا، وهناك؛ ومن ثم يأتي أحدهم وبكل تفاخر يقول مُعيبًا: كالفيل أنتَ، بل أضخم!
شعور لا يمكن وصف حدَّته، ولا يمكن وضع حدٍّ لتلك السيناريوهات التي تُصنَّع داخل رأسه، ولا كمَّ الأفكار المتضاربة-أونها- وكسرة الخاطر إبَّان حدوثها، واستمرار التفكير المزمن فيها، وملازمتها له طوال الوقت، تقل الثقة في الذات، وتشعر أنَّ الجميع يوجه نحوك نظرات الهوان، والشتات، وكأن قسوة العالم بأسره، استوطنت هذا المشهد، ولك أن تتخيل كما تشاء يا عزيزي.
كل حرف ذُكر ما كان تضليلًا، وإنما كان حقًّا مبينًا، مشهدي مقتبس من حياة البعض الأليمة، وكوابيس لياليهمُ المهيبة.
-اكتساب السُّلطة على حساب الآخرين، هذا هو عماد التنمُّرِ الأكيد.
أرى أن تصرف المتنمرون ناتج عن أفعال قد حدثت معهم من قبل، فيقوموا بتكرار الفعل بنفس القسوة؛ كي يُنظر إليهم بأنهم الأقوياء أصحاب السلطة، وإما للفت إنتباه، أو غيرة بالتأكيد، وعجبي من أناس يلقون عليك كلامًا سفافًا، ولا يزنون منه شيئًا، وفي الأخير يرونكَ المُنعزل الأحمق، وينفرون منك في حِين بذل محاولاتك للتعافي من ذاك الألم، دور الأهل، والرفاق، والدولة، لا يمكن التغافل عنه في مثل هذه النقطة، ولا يمكن ترك المتَّهم بتلك الجريمة دون عقاب أكيد؛ فكم من أفواه نطقت بإساءاتٍ وقع أثر النطق على شخص ما بالتدمير!
وجملة قولي: التنمُّر تدمير للباطن ببطء شديد، وتشتت للذواتِ بأسرع ما يكون، فإن لم يتم وضع حد لتلك القضية؛ فلا لوم، ولا عتاب على النتيجة الأخيرة!
وقالت أيضًا الكاتبة مريم الديب:
أفواه تتحدث، وأعين تحتقِر، وملامح تُعارِض، ونهاية شتىٰ ذلكَ تسمىٰ مُزاح!
مُنذ متىٰ تحوَّل مُسمىٰ التنمر الظاهِر إلىٰ لعِب وهزار؟
صارت كلمة'التنمر' تُنطَق دونَ خجَل، وتُكتب بلا رِقابة، وكأن مشاعر الآخرين باتت دُمىٰ يُحركها المرء كيفمَا شَاء!
أدرك أن المُتنمِر لم يكُن ليُرافقه ذلكَ التطبُع الدنئ إلَّا إذا كَانت حياته وسطَ عالمٍ لا يُميز بينَ الأذىٰ والمرح، وأن تعرض كثيرون له؛ يكُون سببًا لهيمَنة ذلكَ علىٰ ألسنتِهم، وهُنا يأتِي دور الأهل، والأحباب، والدولة، ترك الأمر هكذا لا تغتفر ذنوبه؛ فكَم مِن قلوب دُمِّرت؛ لموقفٍ قاسِي تعرضت لهُ!
زوال ثقة المرء في ذاته ذلكَ أساسها، فإن لم ترحمُونا من هذا الوباء المُنتشِر؛ لا تلُومُونَا علىٰ تشتتنَا.
وقالت الكاتبة ملك عامر:
_التنمر ومخاوف أخرىٰ.
تُبصر الجميع غير مبالين لما حولهم، يتحادثون ويتضاحكون فيما بينهم، تراهم يتهامسون ويتشاجرون، ويلقون أحيانًا نكاتهم السخيفة على بعضهم البعض، تودُّ مشاركتهم أحيانًا، وأحيانًا أخرىٰ لا ترغبُ سوى بغروب شروقهم عن وجهها، تُحاول إقناع ذاتها دومًا أنهم لن يهتموا كثيرًا بأي تصرف طائش يبدرُ منها، ولوهلاتٍ كثيرة تجلدُ ذاتها على ابتسامةٍ خفيفة ظهرت منها ولم يُبادلها الطرفُ الآخر ذات الابتسامة أو أخف منها مبسمًا، تقنع ذاتها كل حين أن الجميع لاهٍ بحاله، ولن يتسنىٰ لهم مُراقبة كيفية حديثها مع من يُزاملها، أو طريقة تقلب عيناها لحظات الضجر، أو حتى الطريقة التي تتصفحُ بها هاتفها، تخافُ أن يُلقي أحدهم طرفةً تكون هي صاحبتها، أو حديثًا عابرًا يُوجه إليها ولا ترد الرد المُناسب المُنتظر منها، مما يزيد أم ارتباكها سوءً وغرابة، كل هذه تصرفاتٌ صدرت من قلبٍ عاصر التنمر بشتىٰ أنواعه، جعلتُ منه يمتلك دون التنمر مخاوف أخرىٰ، أهمها أن يتكرر ما فات مُجددًا؛ فتبًا للامرءٍ زاد من سوء معاناتها.
تعليقات
إرسال تعليق