القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار

من هو الدكتور محمود صلاح سالم؟

 

الدكتور محمود صلاح سالم


كتبت/ سلسبيل حسين


في زحام الحياة حيث تتلاشى الأصوات وتتيه الحكايات، يبرز نورٌ خافتٌ ليرسم درباً فريداً، وتتراقص الكلمات على إيقاع قصةٍ ملهمةٍ لرجلٍ لم يرضَ إلا بالقمة. إنه الدكتور محمود صلاح سالم، ليس مجرد اسمٍ عابرٍ، بل أيقونةٌ في سماء التدريب والقيادة، وعزفٌ منفردٌ على أوتار العزيمة والإصرار.


عندما يلامس الحلم تراب الواقع

لم يكن مساره كغيره؛ فمن مقاعد كلية التربية بجامعة عين شمس، حيث تفتحت براعم حلمه الأول في التدريس، إلى منعطفٍ قدريٍّ قاده نحو كلية التجارة الخارجية بجامعة حلوان. رحلةٌ تبدو متناقضة، لكنها كانت تخفي في طياتها بذرة انطلاقةٍ لمستقبلٍ يفوق التوقعات. لم يكن هذا التغيير إلا بداية فصلٍ جديدٍ في كتابٍ مليءٍ بالإنجازات.


لقاء يضيء درب العظماء

تُرى، هل للقدر ألوانٌ تُبهرنا؟ نعم، عندما التقى الدكتور محمود صلاح بالراحل العظيم الدكتور إبراهيم الفقي في دبلومة إعداد القادة. كان ذلك اللقاء بمثابة شرارةٍ أضاءت درباً لم يكن ليُرى لولاها.

من تلك اللحظة، تحولت حياته من مجرد طموحٍ إلى سلسلةٍ متواصلةٍ من الإنجازات التي لم تعرف التوقف. لم يكتفِ بالتلقي، بل سارع لتطبيق ما تعلمه، فكان رئيساً لبرلمان شباب محافظة القليوبية، وعضواً في المجلس الرئاسي لبرلمان شباب الجمهورية، بل وشارك في صياغة الدستور المصري كعضوٍ في الجمعية التأسيسية.


من المعرفة إلى العرفان

لم تكن المناصب غاية، بل كانت محطاتٍ في رحلةٍ أعمق نحو بناء الذات. عمل بجدٍ ليكسب قوته، واجتاز تجارب عديدة صقلت شخصيته. لم يكن القارئ العادي، بل الغواص في بحور العلم، ناهلاً من معين كتب التراث الديني، حتى أكرمه الله بختم حفظ القرآن الكريم.


لم ينتمِ إلى أي فئةٍ سياسيةٍ أو دينية، بل كان بوصلةٌ له عقله وقلبه، يسير على هداهما، مقبلاً ما يراه نافعاً له وللآخرين. هذه النزعة المستقلة جعلت منه فكراً حراً، لا يقيده إلا قناعاته الصادقة.




الشهادات تروي قصة الإنجاز

تُزهر الأشجار بثمارها، وهكذا تزينت مسيرة الدكتور محمود صلاح بالعديد من الشواهد المعرفية، فمن الدبلومات المتعددة في الإدارة وتطوير الذات، إلى الماجستير المهني في الإدارة والقيادة، وصولاً إلى تتويج مسيرته بـ الدكتوراه في التدريب والتدريس. كل درجةٍ علميةٍ كانت بمثابة حجر أساسٍ جديدٍ يُضاف إلى صرحٍ شامخٍ من الخبرة والمعرفة.

مؤسس لأجيالٍ من القادة: بصمة لا تُمحى.


تتجاوز إنجازات الدكتور محمود صلاح الأرقام؛ فقد درب أكثر من 150 ألف متدرب حتى أوائل عام 2024. إنه ليس مجرد مدرب، بل هو مهندسٌ لمعايير الجودة في هذا المجال؛ فهو مؤسس معايير الأيزو للمدربين، وعمل في الهيئة الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا كمسؤولٍ عن تأهيل المدربين بالشرق الأوسط.


وفي عام 2017، سطع نجمه بتأسيس أكاديمية البورد المصري، التي أصبحت منارةً تضيء درب المدربين في الشرق الأوسط، وتخرج على يديها كوكبةٌ من الأسماء اللامعة في عالم التدريب والقيادات من أكثر من 9 دول عربية. كما أثرى المكتبة العربية بكتابيه القيمين: "الصندوق الأسود في تطوير الذات" و "تدريب المدربين".


حضور عالمي وتأثير عميق

لم تتوقف إسهامات الدكتور محمود صلاح عند قاعات التدريب؛ فقد امتدت لتشمل المحافل الدولية والدبلوماسية التابعة للأمم المتحدة، وحاضر في كبريات الجامعات الحكومية والخاصة.


 إنه صوتٌ مصريٌّ أصيلٌ، يمثل نموذجاً للعطاء والتأثير الإيجابي على المستويين المحلي والدولي.

في ختام هذه السيرة العطرة، لا يسعنا إلا أن نتمنى للدكتور محمود صلاح سالم دوام التألق والنجاح في مسيرته المضيئة، وأن يستمر في إلهام الأجيال القادمة.

تعليقات