التفكير الزائد أو الـ overthinking
الأخصائية/ أسماء علي عودة
عمرك شوفت حد نايم فـ سريره بس دماغه مش نايمة وعقله بيجري؟
يقلب نفسه يمين وشمال ويفكر في كلمة اتقالت من أسبوع أو رد كان المفروض يقوله من سنة
الناس دي مش مجنونة دي ناس دماغها شغالة على طول لدرجة إنها بقت ضدها مش معاها
التفكير الزائد زَيّ واحد ماسك عدسة مكبرة وبيبص على جرح صغير في قلبه كل ما يبص فيه يوجعه أكتر
يقعد يسأل نفسه:
– هو كان يقصد يجرحني؟
– طب لو أنا قلت كذا بدل كذا كان إيه اللي حصل؟
– طب ليه حصل كده؟ وليه أنا؟
أسئلة ملهاش آخر وتعب ملوش علاج غير إنك توقف النزيف من دماغك مش من جرحك
يعني مثلًا تلاقي واحدة قاعدة لوحدها تفتكر كلمة قالتها صاحبتها من شهر وتحللها مية مرة وتقول:
"هي كانت بتلمّح لحاجة؟ طب كانت بتغير؟ طب أنا ضايقتها؟"
وفي الآخر؟ محدش حاسس غيرها، ومحدش بيتعب غيرها
طيب نرجع ونسأل: هو ليه بيحصل كده؟
– ممكن لأنك كنت دايمًا بتحاسب على كل تصرف فبقيت تحاسب نفسك زيادة
– أو كل ما اتكلمت، حد قالك "أنت بتبالغ"، فبقيت تشك في مشاعرك
– أو يمكن من كتر الوحدة بقيت دماغك هي اللي بتكلمك بس بدل ما تطبطب بتجلد
– أو يمكن اتعودت إنك تبقى دايمًا في وضع دفاع فتفكيرك بقى سلاحك بس للأسف السلاح موجه ليك
طيب الحل؟ ولا هو مفيش حل؟
لأ طبعًا، فيه
بس مش حل سحري هو تدريب.. زي ما بتدرب جسمك في الجيم لازم تدرب عقلك يرتاح
أول خطوة:
اسأل نفسك: اللي بفكر فيه ده حقيقي؟ ولا سيناريو دماغي؟
يعني هل اللي أنا قلقان منه حصل فعلًا؟ ولا أنا متوقعه وخايف منه؟
90٪ من أفكارنا المزعجة بتبقى "توقعات"، مش "وقائع"
تاني خطوة:
فرق بين التفكير المفيد والتفكير المُرهق
يعني فيه فرق بين إنك تفكر تحل مشكلة وبين إنك تفكر تِجلد نفسك على مشكلة
تالت خطوة:
إملَ وقتك بحاجة بتحبها
شوف العقل الفاضي هو أكتر حاجة بتغذي التفكير الزائد
مارس رياضة حتى لو مش بتحبها، العب، اتحرك، ارسم، اكتب، اسمع قرآن، غني، اعمل أي حاجة تحرّك جواك إحساس إنك عايش، مش متفرج على حياتك
رابع خطوة، ودي أهم حاجة:
اتكلم
طلع اللي جواك، حتى لو قدام ورقة
بس ميتكتمش
كل حاجة متخزنة جواك هتظهر في دماغك بشكل تاني، وهي السبب في كتر التفكير
وبعدين؟
بعدين مع الوقت دماغك هتتعلم تهدى وتعرف تفصل وهتعرف إن التفكير مش دايمًا فضيلة وإن السكوت الداخلي أوقات بيكون أنقذ من أي صوت
وخليني أختم بحاجة:
اللي بيفكر كتير، مش مجنون
بس محتاج "يحن" على نفسه شوية
محتاج يقول لعقله: "كفاية النهارده، تعالى نرتاح"،
لإن لو دماغك فضلت تلف قلبك هيتعَب وجسمك هيزهق وروحك هتبرد
افتكر دايمًا:
" ذو العقل يشقى في النعيم بعقله، وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم."
فـ اختار لنفسك راحة حتى لو الدنيا حواليك مش مرتاحة
تعليقات
إرسال تعليق